recent
آخر المقالات

صنم العصر الحديث


في هذا العصر الذي يُقدّس المادة والعلم التجريبي، ظهر صنم جديد يُعبَد من دون الله، هو الفضاء اللامتناهي والمنظومة الشمسية التي صُوِّرت على أنها سرّ الوجود ومصدر كل حقيقة. تحوّل الكون في عيون الماديين إلى "إلهٍ صامت" يُفسِّر كل شيء ويُغني عن خالقه، فصار الناس يتحدثون عن "قوانين الطبيعة" كما لو كانت تخلق وتدبّر وتُميت وتُحيي. لكنّ هذا الفضاء الذي يُقدَّم اليوم كعقيدة علمية هو في حقيقته حجابٌ كثيف يخفي عن العقول ملكوت السماوات والأرض الذي لا يُدرَك بالبصر بل بالبصيرة. فالقرآن لا يدعونا إلى عبادة الكواكب ولا إلى تقديس النجوم، بل إلى التأمل في النظام الذي يشهد على قدرة الواحد القهّار. إنّ المنظومة الشمسية ليست مركز الحقيقة، بل هي آية من آيات الله، مثلها مثل الذرة في صِغَرها والمجرة في عظمتها، وكلها تسبّح بحمد ربّها لا باستقلالها عن خالقها.
google-playkhamsatmostaqltradent